لم يترك الذكاء الإصطناعي بابًا إلا وطرقه ضمن ميادين الحياة العملية والعلمية، وما زالت هناك العديد من التوجهّات نحو دمجه أكثر وأكثر في مختلف أصعدةِ الحياة الشخصية والإجتماعية والعامة، وقد سطع نجمه في الآونة الآخيرة بفضل ما أُستُحدث من تطبيقات الذكاء الإصطناعي في التعليم وإستخداماته، ولا بد من الإشارة أن الخيال العلمي الذي إستحوذ على أذهان روّاد الروايات الخيالية والأفلام أيضًا، قد لاحظوا ببدء تحول ذلك الخيال إلى واقع ملموس بشكل تدريجي، وبناءً على الأهمية البالغة التي يتمتع بها الذكاء الإصطناعي وتطبيقاته، فلا بد عن الغوصِ في أعماق تطبيقات الذكاء الإصطناعي في التعليم عن كثب.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم
تحرص الكثير من الشركات الصاعدة على تطبيق أبعاد الذكاء الإصطناعي بحذافيره بغية الوصول إلى أفضل تجربة في التعليم، ومن أهم تطبيقات الذكاء الإصطناعي في التعليم:
أتمتة الدرجات والتقييم (Automated Grading):
يمكن توظيف تطبيقات الذكاء الإصطناعي في التعليم برصد العلامات والدرجات للطلاب داخل البيئة التعليمية، فيلجأ الروبوت أو الآلة إلى تقييم الطالب ومدى معرفته من خلال تحليل إجاباته وتقديم ردود الأفعال؛ وبناءً عليه يتم رسم خطط التدريب الشخصية المناسبة لكل طالب، بالإضافة إلى إعلام الطلبة بما حصلوا عليه من علامات، ويمتاز إستخدام هذه الطريقة بالبعد عن الخطأ والمحاباة تمامًا.
التغذية الراجعة للمعلم (Feedback for teachers):
تعتبر التغذية الراجعة للمعلمين حول تقييم الطلاب فيما يتعلق بالأداء الدراسي وما أنجزوه سواء كان ذلك تقدمًا أو تراجعًا، إلا أن التغذية الراجعة من أفضل تطبيقات الذكاء الإصطناعي في التعليم وأثمن مصادر المعلومات حول تقييم الأداء الطلابي على الإطلاق، ويرتكز هذا التطبيق على العديد من التقنيات المستحدثة كالدردشات مع روبوتات الذكاء الإصطناعي والتعلم الإلكتروني أو الآلي بالإضافة الى إجراء الحوارات كما هو الحال في المقابلات؛ ويُلجأ إلى رصد أبعاد المحادثة وتكييفها وفقًا لما يقدمه الطالب من إجابات تعكس شخصيته ومستواه التعليمي والذكائي.
الوسطاء الإفتراضيين (Virtual Facilitators):
يعتبر الوسيط الإفتراضي بمثابة وسيلة تتمتع بفائدة عُظمى من حيث مساعدة الطلاب وإفادتهم بالإجابات الدقيقة التي يحتاج إليها الطلاب بإستمرار، وقد أُجريت مثل هذه التجربة وأثبتت جدارتها في معهد جورجيا للتكنولوجيا بواسطة روبوت مدعم بنظام IBM المنبثق عن الذكاء الإصطناعي؛ وكان هذا الروبوت يعرف بإسم جيل واتسون، ويعد واحدًا من ضمن تطبيقات الذكاء الإصطناعي في التعليم.
حوارات الحرم الجامعي (Chat Campus):
أشار موقع Bigdata-madesimple إلى أنه يمكن إدراج الدردشات داخل الحرم الجامعي ضمن تطبيقات الذكاء الإصطناعي في التعليم، حيث تُعقد حلقات حوارية إلكترونية بين الطلاب والروبوت لغايات الحصول على المساعدات المتعلقة بأمورهم الجامعية؛ سواء كان ذلك في طبيعة البيئة التعليمية في الحرم الجامعي أو كيفية الوصول إلى قاعة المحاضرة والعثور على الموقف الخاص بالسيارات والتواصل مع الهيئة التدريسية وغيرها الكثير من المعلومات القيمة، التي يعود بها الذكاء الاصطناعي بالفائدة على المستخدم.
التعليم الشخصي (Personalized learning):
تأتي أهمية هذا التطبيق في تلبية إحتياجات كل متعلم منفصل عن أبناء شعبته؛ حيث تقدم للمتعلم سلسلة من البرامج التعليمية المساهمة في رفع كفاءته في التعلم وتسريع ذلك، كما تساعد مثل هذه التطبيقات في تحديد نقاط الضعف لدى المتعلم والعمل على تقويتها من خلال المناهج التعليمية المزودة بها، وتمتاز تطبيقات الذكاء الإصطناعي في التعليم بقدرتها على التأقلم مع إحتياجات الطلاب سواء كانت فردية أو جماعية بغض النظر عن درجة التعقيد.
التعلم التكيفي (Adaptive Learning):
يعد التعلم التكيفي من أكثر مجالات وتطبيقات الذكاء الإصطناعي في التعليم فائدة وأهمية، إذ يسهم هذا النوع من التعلم في إحراز تقدمّات ملحوظة من خلال تعليم الطلاب بشكل فردي، كما يتم إجراء التعديلات على المسارات التعليمية ومناهجها كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وتقديم تقرير مفصل للمعلم حول المواد التي يستصعب الطالب فهمها وإستيعابها.
التعلم عن بعد (Proctoring):
يعتبر التعليم عن بُعد من أبرز أنواع التعليم حداثة، وتشمل هذه التقنية الحديثة فرصًا لتقديم الإمتحانات عن بُعد مع فرض أنظمة رقابية تخضع للذكاء الإصطناعي لمراقبة الطالب، والتحقق من عدم الغش، فهي طريقة يتم بواسطتها التحقق من مدى مصداقية ودقة الإختبار.
مساعدة ذوي الإحتياجات الخاصة:
لا تقتصر تطبيقات الذكاء الإصطناعي في التعليم على الطلاب الطبيعييّن فحسب، بل أنها أيضًا تلبي إحتياجات الطلبة من ذوي الإحتياجات الخاص أيضًا وتحفيزهم على التأقلم مع الأجواء التعليمية وإستيعاب المواد التعليمية وبالتالي قيادتهم نحو سدة النجاح، كما تزيد من كفاءة المهارات الإجتماعية للطلبة.
عيوب الذكاء الإصطناعي في التعليم
من أبرز العيوب والمساوئ التي قد نجنيها من تطبيقات الذكاء الإصطناعي في التعليم:
- إرتفاع تكلفة تنفيذ تطبيقات الذكاء الإصطناعي في التعليم.
- إزدياد نسبة البطالة بين صفوف الهيئات التدريسية.
- إحتمالية الإختراق والنسخ الذاتي للفيروسات التي قد تغزو الروبوتات.
- خلو الأجواء الصفية من روح التعاون والتآلف التي يقدمها المعلم للطالب.
- الملل وإنعدام الرغبة بالتعلم من جهة الطلاب من خلال تعاملهم مع آلة.
- صعوبة إستخدام الروبوتات والتعامل معها.
- إلحاق الأثر السلبي على السلوك البشري نتيجة إنحصار تعامله مع الآلة.
شـاهد أيضاً..