الفراهيدي
يعتبر الخليل بن أحمد الفراهيدي من أبرز أئمة اللغة والأدب، ويعود له الفضل في وضع علم العروض، ونسبه هو الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي، وتتلمذ على يد عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، ومن أبرز تلامذته سيبويه، وتشير المعلومات إلى أنه قد وُلد في سنة 100 هـ في عُمان، ويتصف بشحوب اللون وتقشف الهيئة، وكان رأسه أشعثًا، اتصف بالأخلاق الحميدة والتواضع، كما كان واحدًا من أذكى أبناء عصره، ولم تتوقف صفاته على ذلك؛ بل كان إلى جانب ذلك أيضًا محبًا للقرآن الكريم وتلاوته، متعبدًا وصبورًا، وما أكد على شغفه بالقرآن الكريم هو دراسته له ووضعه على أثر ذلك قواعد اللغة، لذلك فقد نسب إليه شرف وضع قواعد اللغة في صورتها النهائية.
اقرأ أيضًا: أهم الشخصيات التاريخية العربية
حياة الفراهيدي
وُلد الفراهيدي في سنة 100 هـ المصادف 718م في عُمان، ونشأ وترعرع في كنف عائلة فقيرة في البصرة، بدأ بتلقي علومه الأولى على يد نخبة من علماء البصرة ومنهم أبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر الثقفي، وينحدر نسبه من أصولٍ عربية أزدية، وعُرف منذ نعومة أظافره بحبه للعلم والبحث المستمر، فحرص على الانضمام للحلقات الأستاذية الخاصة بكبار علماء البصرة، وما زاد من مكانة الفراهيدي ونبوغه في اللغة العربية بأنه تتلمذ على يد أحد أئمة اللغة العربية والقراءات، وتشير الروايات بأن الفراهيدي قد توجّه إلى الحج وتضرع للخالق -عز وجل- أن يوهبه علمًا لم يسبقه إليه أحد؛ فمّن الله -عز وجل- بالاستجابة لدعائه، فتمكن من عمل ميزان الشعر ووضع بحوره، وأقدم على ضبط القافية، وحمل عدة ألقاب، ومنها: شيخ علماء المدرسة البصرية، عبقري اللغة.
اقرأ أيضًا: أعظم شخصيات التاريخ الإسلامي
الفراهيدي واضع بحور الشعر
يعتبر الفراهيدي من كبار أئمة اللغة العربية في العصر العباسي، وجاء ذلك بفضل العبقرية والفطنة التي كان ينفرد بها، وساعدته همته العالية على فتح مغاليق أبواب العلوم والتفرد على عرش التميز فيها، لذلك يعد عالمًا في اللغة والعديد من الضروب كالنحو والعروض والموسيقي بالإضافة إلى كونه شاعر، وتمكن من ابتكار علم العروض بفضل معرفته الواسعة بالإيقاع والنظم، وتعمق كثيرًا بالشعر العربي وأحاط بكل ما يتعلق بإيقاعاته، وتغنت سطور التاريخ العربي بالحس المرهف وتذوقه للإيقاعات الذي أخذ بيده إلى الوصول إلى استحداث علم العروض وأوزانه وبحوره وقوافيه، فكان ذلك بصمةً واضحة في التاريخ.
قصة اكتشاف بحور الشعر
بينما كان الفراهيدي سائرًا في أرجاء سوق الصفارين سمع أصوات دق المطارق وقد أصدرت أنغامًا مميزة، ومن هنا انطلقت فكرة العروض القائمة فيها على الشعر العربي، وبدأ منذ ذلك الوقت بالذهاب إلى بيته ويدلي نفسه في البئر ليصدر أصواتًا ذو نغمات مختلفة ليتمكن من رصد النغم الملائم لكل قصيدة، وانخرط في قراءة أشعار العرب وعكف عليها، ودرس الإيقاعات والنظم ورتب الأشعار وفقًا لأنغامها، وبناءً على ما تقدم قد خرج بخمسة عشر بحرًا مضبوط الوزن، وهي: الطويل، المديد، البسيط، الوافر، الكامل، الهزج، الرجز، السريع وغيرها.
اقرأ أيضًا: نبذة عن الشاعر الخنساء
مؤلفات الفراهيدي
قدّم الفراهيدي عددًا ضخمًا من المؤلفات، ومنها:
- معجم العين، وهو أول معجم في اللغة العربية.
- كتاب النقط والشكل.
- كتاب النغم.
- كتاب العروض.
- كتاب الشواهد.
- كتاب معاني الحروف.
- كتاب الإيقاع.
- كتاب المجمل.
- كتاب تصريف الأفعال.
- كتاب التفاحة في النحو.
- جملة آلات الإعراب.
- كتاب المعمي.
- كتاب الجمل.
وفاة الفراهيدي
انتقل الفراهيدي إلى جوارِ ربه في سنة 170 هـ المصادف 786م بعد حياةٍ حافلة بالأمجاد والإنجازات، فقد رحل تاركًا خلفه إرثًا عظيمًا في علم العروض، قد شيّعه أهالي البصرة في شهر جمادى الأخرة الموافق سنة 170 هـ إلى مثواه الأخير، ويقال بأن سبب وفاته اصطدامه بسارية داخل المسجد خلال قيامه بعملية حسابية؛ فمات على الفور.