الغربة .. جميلها وقبيحها، وكيف تكون ناجحاً فيها
كثير من الشباب والفتيات يضطرون إلى الغربة والسفر والبعد عن الأهل والوطن سواء كان السبب الزواج أو بحث عن عمل وحياة أفضل..
في هذا المقال سوف نتناول موضوع الغربة بشكل كامل، وهل هناك فعلاً ما يسمى بـ “ثمن الغربة”، وهل الغربة صعبة فعلاً أم سهلة.. ماهي مميزاتها وعيوبها.. سنقدم نصائح للمغترب وكيف يكون ناجحاً في غربته..
الغربة، جميلها وقبيحها
للغربة العديد من المميزات ولكن لها أيضاً العديد من العيوب والمساويء، ومن عيوب الغربة تلك :
-أنك سوف تبتعد عن أهلك وأقاربك وستفتقد إلى الجو الأسري والعائلي في المناسبات الخاصة والأعياد والإحتفالات.
-كما أنك ستفتقد أصدقاءك في بلدك وذكرياتك معهم وإجتماعاتك بهم.
-أيضاً ستجد نفسك مضطراً إلى التعرف على أصدقاء جدد وتكوين صداقات وعلاقات إجتماعية جديدة حتى لا تكون وحيداً في غربتك.
-بالإضافة إلى أنه عليك التكيف مع بيئة جديدة والتأقلم مع طباع وعادات أنت مختلف عنها.
-في الغالب سوف تشعر طوال الوقت بالذنب والندم على إتخاذ قرار الغربة هذا، ومهما كانت بلدك سيئة سوف تشعر بالحنين إليها وبالحزن على فراقها وكل مساوئها سوف تصبح جيدة في عينك في الغربة.
-البيئة الجديدة سوف تجلب لك العديد من الأحاسيس الحزينة كالإكتئاب والشعور بثقل المسؤولية على كاهلك وبالملل وأن الوقت لا يمر كما أنك سوف تجد نفسك دائم الحنين إلى ذكرياتك القديمة وأعزاءك في بلدك.
-إذا كنت مسافراً إلى دولة أجنبية، سوف تجد نفسك تنغمس قليلاً في ثقافاتهم وسوف تتأثر بطباعهم فسوف تجد نفسك في تغير داخلي وخارجي.
-تأثرك بطباع سيئة ولهجات مختلفة غير طباعك ولهجتك تعتبر من سلبيات الغربة.
-من سلبيات الغربة للأسف أنها تعود الشخص على الجفاء وقسوة القلب وقوته وحب المال والحرص على جمعه.
أما عن إيجابيات الغربة فهي :
-أنك سوف تجد نفسك دائم الإجتهاد والعمل حيث أن هدفك الأساسي من الغربة هو تأمين المستقبل وبناء الذات.
-إذا كنت ذاهباً إلى الدراسة أو العمل في مجال مميز، سوف تجد نفسك عائداً إلى الوطن محققاً نجاحات كثيرة مما يجلب الفخر إلى أهلك ويدخل السعادة والسرور في أنفسهم.
-أيضاً التعرف على ثقافات أخرى سوف يساعدك على إثراء معلوماتك عن الثقافات الأخرى ومحاولة التأقلم معهم سوف تعطيك العديد من الإيجابيات في شخصيتك وتضيف إليها الكثير.
-وبالطبع الحالة المادية اليسيرة هي شيء أساسي في إيجابيات الغربة حيث أن الهدف الأساسي للسفر والتغرب هو جني أموال أكثر من تلك التي تجنيها في بلدك.
-الغربة تعطيك حرية ولكن تذكر أنه كلما زادت الحرية زادت المسؤولية فإحرص على عدم التفريط بعاداتك وتقاليدك وأخلاقك ومبادئك وحافظ على نفسك.
إقرأ أيضاً: ما أسباب الشعور بالملل وطرق التخلص منها؟
نصائح للمغترب ” كيف تكون ناجحاً في الغربة ؟ “
-قبل السفر، عليك أن تسأل جيداً أولاً عن طبيعة العمل وظروفه وإلتزام الشركة بالأمور المادية حيث أنه إذا حدث أي خطأ في تلك الأشياء سوف يكون الثمن غالي وسوف تندم كثيراً.
-قبل السفر، قم بفتح حساب بنكي حتى تدخر به أموالك، حيث أن بعد السفر سوف تقوم بفتح حساب بنكي حتى يتم تحويل راتبك عليه، لذلك إجعل الحساب في الغربة للمصاريف الشخصية والحساب في الوطن للإدخار.
-ضع لنفسك ميزانية شهرية محددة لا تتجاوزها لتبدأ الإدخار من أول شهر.
-إذا كنت مدخناً، حاول الإقلاع عن التدخين، فأنت أولى بصحتك وأموالك المهدورة على التدخين.
-حاول أن تدخل في جمعية كبيرة أو قسط شقة بنصف راتبك إذا كنت عازباً وبثلث راتبك إذا كنت متزوجاً فهذه أفضل وسيلة لك كي تضمن أنك سوف تدخر أموال.
-ضع دائماً مبلغ للطواريء إذا حدث أي شيء وضعه في مكان بعيد عن متناول يدك حيث إذا حدث أي طاريء وإحتجت إليه تجده على الفور.
-حاول أن تتعلم كيفية الطهي وعمل الأكل حيث أن الأكل من المطاعم غير صحي ومكلف للغاية.
إذا كنت سوف تبحث عن سكن للمعيشة به، إحرص على أن يكون نظيفاً وراجع السباكة والكهرباء وعداد المياه وفواتير النور قبل السكن، أيضاً قم بسؤال جيرانك عن جودة المكان وحاول أن تجد إيجار شهري أو ربع شهري، لا تورط نفسك بالإيجار النصف سنوي والسنوي.
-قم بعمل حياة إجتماعية لك وتعرف على أصدقاء وجيران وزملاء عمل ولكن إجعل لكل علاقة حدود، تعامل مع الناس وقم ببناء علاقات إجتماعية حيث أنها سوف تقضي على وحدتك في الغربة.
-خصص لنفسك وقت للخروج والتنزه حتى تغير من حالتك النفسية وتمنع نفسك أن تدخل في حالة إكتئاب.
-ولا تنسى أن الغربة مهما طالت لن تطول إلى الأبد، لذلك حاول أن تقوم ببناء ماديات سريعاً وحاول أن تجعل لنفسك حل بديل في وطنك تحسباً لحصول أي ظرف طاريء وإنتهاء غربتك في أي وقت فتجد بديلاً لك في وطنك.
-لا تنسى الإتصال بالأهل في بلدك الأم للإطمئنان عليهم وللحرص على أن لا تدخل في حالة عزلة عن الجميع وخصص لنفسك أجازة سنوياً للنزول ورؤية الأهل والأحباب.
آخر وأهم نقطة في مقالنا اليوم ألا وهي ” تربية الأطفال والحفاظ على هويتهم ” :
حيث أنك إذا كنت متزوجاً ولديك أولاد وزوجتك وأولادك متواجدون معك في الغربة، عليك أنت وزوجتك أن تحرصان جيداً على تربية الأطفال تربية سليمة ذات قواعد وأسس صحيحة مع المحافظة قدر الإمكان على هويتهم الأصلية ” هوية بلادهم “.
كما أن الغربة تكون صعبة لذلك تجد الأم في حالة توتر وقلق دائمين مشتاقة إلى أهلها وأصدقاءها وتصبح دائمة التذمر ودائمة الخلاف مع الأب مما يؤثر على نفسية الطفل بشكل سلبي بالطبع.
لذلك نقول للأم أن عليها تقبل الوضع الجديد وأن تحاول أن تستمتع بغربتها قدر الإمكان ويمكنها أن تشاهد هي وطفلها بشكل دائم صور الأهل والأقارب وتكرار أسماؤهم كما أنه يمكنها أن تتحدث إلى أهلها بشكل مستمر ودائم عبر الإنترنت.
وأخيراً، لا تنسي أن تقومي بالتحدث دائماً إلى طفلك بلهجة بلدكم حتى تضمني أن يتحدث بلهجتكم كما أنه عليكِ أن تعلميه عادات وتقاليد بلدكم الأموإذا كنتِ في دولة أجنبية، إحرصي على أن تعلميه قواعد وأصول الدين وتحرصين على محافظته على صلاته وصومه وتحرصين على تربية تربية سليمة صحيحة سواء كان ولد أو بنت.