اللغة العربية.. خص الله عزوجل الإنسان بالبيان، وجعل لغة القرآن هي اللغة العربية، وقد شنّ الغرب حملات لطمس لغتنا العربية، التي هي أساس لترابط الأمة الإسلامية، وقد تناسى هؤلاء أن الله خير حافظاً، وأنه كفيل ببقائِها، ما دام النص القرآني الشريف باقٍ يُتلى ويتعبد به.
وهذا لا يعفينا من دورِنا في الحفاظ عليها، فنحن أهلها وهي لسانُنا المُبين، وهي حافظة تُراثنا وهويتنا العربية.
لذلك فالحفاظ عليها فرض علينا فقد قال أحد الشعراء:
حفظ اللغات علينا فرض كفرض الصوات
فليس يضبط دين إلا بحفظ اللغات
لمعرفة كيف نحمي اللغة العربية، علينا أولاً معرفة أهمية اللغة العربية في حياتنا وقيمتها وعلاقتها بديننا الإسلامي الحنيق..
أهمية اللغة العربية
- تعتبر اللغة العربية من أقدم اللغات على وجه الأرض، ومن أهم اللغات التي استمرت عبر العصور، ولم تختفي.
- يرجع هذا إلى الإعجاز القرآني الذي جاء ليحفظ لنا هذه اللغة من الضياع والذي ارتبطت به في القرن السابع الميلادي.
- يختلف المؤرخون في نشأتها، ويُعتبر النبي اسماعيل عليه السلام أول نبي نطق بها وقد تعلمها من أهل الجزيرة العربية.
- قد كان للعرب في الجاهلية شغف في لغتهم فقد عقدوا الأسواق للمناظرات والموازنات الشعرية، وأجادوا في كتابة الشعر باللغة العربية الفصحى.
- في العصر الإسلامي اعتنى الصحابة باللغة وحافظوا عليها، فقد قام أبو بكر بجمع القرآن.
- وفي عهد عُمر عندما انتشرت الفتوحات واختلط العرب بالعجم، قام بتحذير العرب من التخلي عن لغتهم وخلطها باللغات العجمية.
- وقام أبو الأسود الدؤلي بوضع الحركات بأمر من علي رضي الله عنه عندما اختلطت القراءات.
طالع: هل الأبراج علم أم دجل ؟
مظاهر طمس اللغة العربية، في الماضي والحاضر
- بدأ الانحطاط يغزو اللغة العربية منذ العهد الأموي فقد انتشر الفساد، وتداخلت اللغات الأخرى بها.
- البعثات التعليمية في الدول الغربية وحملات المستشرقين.
- الشعر الحر الذي عمل خلل في عمود الشعر، بالإضافة للأشعار باللغة العامية.
- انتشار اللغة العامية في المجتمعات والتخلي عن الفُصحى.
- التعلم في الجامعات باللغة الإنجليزية في أغلب التخصصات.
- وسائل التواصل الاجتماعي التي تخلو من اللغة العربية السليمة.
- انتشار مصطلح ( العربلشية) وهو الكتابة بالأحرف والأرقام الإنجليزية للحصول على المعنى باللغة العربية.
- التقليد الأعمى، واتباع الغرب في جميع تفاصيل حياتهم فقد أصبح الأشخاص يتحدثون بالإنجليزية كنوع من التفاخر والتباهي فهجروا لغتهم التي من المفروض الاعتزاز بها.
طالع أيضاً: أشهر إنجازات علماء المسلمين في الطب
طالع أيضاً: قل ولا تقل .. أخطاء لغوية شائعة وتصحيحها
مقترحات للحفاظ على اللغة العربية من الضياع في وقتنا الحاضر
كيف نحمي اللغة العربية .. سؤال يسأله الكثير، ونقدم هنا مجموعة مقترحات هامة للحفاظ على اللغة العربية في عصرنا هذا.. وأهمها:
- غرس حب اللغة في نفوس أبنائها، واستخدام وسائل للتوعية والحث على المخاطر التي تهدد لغتهم الأم، والتكاتف لمواجهة الخطر الذي يداهم اللغة العربية.
- النطق والتحدث باللغة العربية الفُصحى قدر الإمكان والابتعاد عن اللغة العامية.
- التدريس باللغة العربية فقط في الجامعات والمدارس وفي الندوات العلمية لتخليد اللغة وتثبيتها في العقول.
- قراءة القرآن الكريم والتعلم من مفرداته، وتعليمه للأطفال مما يزيد من الإثراء اللغوي لديهم.
- قراءة الكتب المكتُوبة باللغة العربية الفُصحى والاستفادة منها، فكيف نكون أُمة أول ما نزل في قرآنها اقرأ ونحن لا نقرأ.
- وسائل الاعلام يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الخطر الذي يهدد اللغة بسبب استخدام اللغة العامية في جميع القنوات، والنشرات الإخبارية، وبرامج الأطفال.
- المدرسة والتي يُعزى لها السبب الأساسي في ضياع اللغة من خلال طرق التدريس الخاطئة فقد يجتهد معلم اللغة العربية في التوعية لأهمية اللغة وفصاحتها فيأتي معلم مبحث آخر فيقوم بتدريسهم بالعامية فيفسد ما جاء به معلم العربي.
- تشريع القوانين التي تحفظ اللغة من قبل المسؤولين، كما فعلت فرنسا بإصدار قانون “لزوم الفرنسية” حرصاً على اللغة من الضياع والاختلاط بالإنجليزية عندما رأت الشباب مقبلين على اللغة الإنجليزية التي سادت العالم في الوقت الحاضر.
- عمل برامج لتعليم اللغة العربية وعمل مراكز لمحو الأُمية، والتحدث عبر القنوات باللغة العربية الفُصحى فقط لإنشاء جيل مترعرع في أحضان اللغة مُحب لها.
- رفع شأن اللغة وقيمتها في قلوب الأشخاص فلا يعُد هناك أشخاص تهزأ ممن يتحدثون بالفُصحى ونعته بالمُتفلسف بل الشعور بقيمته وأهميته.
- عمل المسابقات والمكافئات للأشخاص الذين يهتمون بالحفاظ على اللغة العربية ومسابقات للشعر وكتابة الروايات بالفُصحى.
شـاهد المزيد..
تعرف على ترتيب اللغة العربية بين أكثر لغات العالم إنتشاراً
اغتيال العلماء العرب مسلسل دموي لا ينتهي