لم تتوقف الأيدي الغادرة منذ القدم عن اغتيال العلماء العرب، حيث بات استهداف الأدمغة العربية أمرًا واضح المعالم؛ إذ تسعى تلك الرصاصات الغادرة إلى توطيد أواصر الجهل في الأراضي الناطقة باللغة العربية، عامًا تلو الأخر نوّدع عالمًا عربيًا دون موعد مسبق؛ فما نكاد أن نفتخر به إلا ونسمع نبأ مقلته بظروفٍ غامضة ليترك حسرة في القلوب، وفي هذا المقال سيتم التحدث عن ظاهرة اغتيال العلماء العرب.
اغتيال العلماء
تعرف أيضًا بقتل العلماء، وهي عبارة عن ظاهرة شائعة الإنتشار في الدول المتنافسة، بحيث تقدم دولة ما على اغتيال علماء دولة أخرى منافسة لها في التقدم العلمي والإزدهار، ويكون الاغتيال بطرقٍ متعددة كالحرق أو التعذيب أو حتى الاختطاف، وقد عانى العرب كثيرًا من هذه الظاهرة التي مُورست على علمائهم بمختلف الطرق، فقد خسرت الأمة العربية كوكبة من كبار العلماء في ظروفٍ غامضة بفعل أيدي غادرة.
طالع أيضاً: الإتجار بالبشر، أعظم جريمة في تاريخ البشرية!
قصص اغتيال العلماء
نالت أيدي الغدر من نخبة النخبة من العلماء العرب والمسلمين، ومن أبرز قصص اغتيال العلماء:
– إسماعيل أحمد موسى
غادر العالم المصري إسماعيل أحمد أدهم الحياة عن عمرٍ يناهز 29 عامًا فقط بعد اغتياله من جهاتٍ مجهولة، وقد انتشرت شائعات حول انتحاره وتركه وصية تؤكد على طلبه حرق جثمانه وُجدت في جيب معطفه، وما أكد على عدم انتحاره وجود الجثة ملقاة في البحر؛ لكن الذي أثار الشكوك إن من يريد إيصال وصية أو تنفيذها بناءً على رغبته الكاملة يترك الرسالة في مكان جاف وآمن لضمان وصولها وعدم تلفها وضياعها، ويذكر بأنه قد تم إعلان انتحاره على شواطئ الإسكندرية بعد مضي أيامٍ قلائل من نشر بحثه الفيزيائي، ولا بد من استذكار عالمنا الكبير في ذكائه الخارق في مجال الفيزياء؛ إذ قام بنشر بحث حول الذرة وبناؤها الكهربائي باللغة الإنجليزية، وفند في بحثه عددًا من المعادلات الفيزيائية المعقدة.
– سميرة موسى
عالمة ذرة كبار العلماء المصريين، عُرفت بلقب ميس كوري الشرق، وتعتبر المعيدة الأولى جامعة فؤاد الأول، وتشير المعلومات حول مصرعها بأنها قد تعرضت للاغتيال بعد محاولتها القيام بنقل تكنولوجيا الذرة من أمريكا إلى بلادها المصرية، فلقيت مصرعها على الفور إثر حادثة دهسٍ مدبرة، ويذكر بأنها قد حصلت على البكالوريوس في الإشعاع النووي في بريطانيا، وحازت على شهادة الدكتوراه في الأشعة السينية ومدى تأثيرها على المواد.
– يحيى مشد
عالم الذرة المصري والخبير في المفاعلات النووية والتحكم بها وتصميمها، رسم خطة عمل عظيمة اعتُبرت مهنية للغاية في المفاعل النووي لأنشاص، ويعود سبب اغتياله الرفض القطعي لأطروحات الحركة الصهيونية بخصوص فلسطين، فتم استدعاؤه لمعاينة شحنة من اليورانيوم في فرنسا؛ وأُعلن بعدها العثور على جثته في غرفته في الرابع عشر من شهر حزيران سنة 1980م، وأُغلقت القضية وقيدّت ضد مجهول.
– حسن كمال الصباغ
قضية اغتيال العلماء دوامة لا نهاية لها، فكلما سطع وتمّيز دماغ عربي؛ دُبرّت المكائد للتخلص منه بأي ثمن، كذلك الحال في العالم حسن كمال الصباغ، من أبرز العلماء وأشهرهم في مجال الكهرباء والرياضيات؛ فلقب بفتى الكهرباء، جاء بالكثير من الابتكارات والإنجازات ومن أبرزها ابتكار جهاز لتخزين أشعة الشمس وتحويلها لطاقة كهربائية، وحصل على براءة اختراع في أكثر من 13 دولة من بينها أستراليا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وأمريكا، إلا أنه من المؤسف أنه قد تعرض للاغتيال في ظروفٍ غامضة.
– عبير عياش
طالت أيدي الغدر بالعالمة اللبنانية عبير عيّاش، سيدة في الثلاثين من عمرها، وجاء اغتيالها بعد أن تمكنت هذه الطبيبة من التوصل إلى علاج نهائي لالتهاب الكبد الوبائي، وفُقدت عياش فجأة دون سابقِ إنذار بعد أن أجرت مكالمة هاتفية مع ذويها تزف لهم نبأ استعدادها لاكتشاف عقار جديد لعلاج الإلتهاب الوبائي الرئوي؛ إلا أن هذه المكالمة كانت السيف القاطع لحياتها، وأُعلن اختفاؤها في ظروفٍ غامضة، ومع حلول يوم الرابع عشر من شهر أكتوبر أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية نبأ العثور على جثة الدكتورة عبير عياش مقتولة في غرفتها، وبقيت القضية غامضة المعالم.
– فادي البطش
من آخر قصص اغتيال العلماء التي هزّت أرجاء العالم العربي اغتيال العالم الفلسطيني فادي البطش في ماليزيا، ففي 21 من شهر نيسان سنة 2018 تعرض للاغتيال بيدٍ مجهولة في العاصمة الماليزية كوالالمبور؛ وكان ذلك في غضون توجّهه لأداء صلاة الفجر في المسجد المجاور لمنزله، وهو أحد العلماء الحاصلين على الدكتوراه في الهندسة الكهربائية، سجّل براءة اختراع في زيادة كفاءة شبكات الطاقة الكهربائية، كما تمكن من ابتكار جهاز خاص لتحسين نقل الطاقة الكهربائية.
طالع أيضاً: هجرة الشباب العربي الى أوروبا، الى متى!؟
علماء عرب آخرين تم اغتيالهم بظروفٍ غامضة:
- العالم الفيزيائي المسلم الدكتور رمال حسن رمال في عام 1991م.
- عالم الاتصالات الفضائية المصري سعيد السيد في سنة 1989م.
- الدكتورة سلوى حبيب.
- العالم الإيراني أردشير حسن بور سنة 2007م.
- الدكتور المصري جمال حمدان سنة 1993م.
- الدكتور المصري وعالم الفيزياء والرياضيات الدكتور مصطفى مشرفة سنة 1950م.
- عالم الذرة الدكتور الفلسطيني نبيل أحمد فليفل سنة 1984م.
- الطبيبة السعودية سامية عبد الرحيم يميمنة.