مفهوم التسامح
التسامح من أجمل الصفات الحميدة التي يتحلى بها الإنسان نظراً لأنها تحصنه من الوقوع في المشاكل والتخلص من مشاعر الإنتقام والحقد، ومفارقة الاحساس باللوم والذنب تجاه الأشخاص الذين يتسببون في أذيته، هذا إلى جانب العديد من فوائد التسامح على الفرد وآثارها على المجتمع، والذي نتحدث عنها بشكل تفصيلي من خلال متابعكم لهذا المقال.
تعتبر صفة التسامح زهرة في بستان الأخلاق الفاضلة التي تتمتع برائحتها الذكية والعطِرة التي تنعش النفس وتُبهج القلب وتعزز من نقاء وطهارة الروح، وما هي إلا سلاح قوي لترميم الشروخ التي تسبب بها أذى الآخرين، ولا يمكن أن يكون هناك أي آثار جانبية للتسامح، فهو يجعل الإنسان مستعداً لتقبل الأراء والأفكار التي تتعارض مع مصالحه وأفكاره.
فوائد التسامح على الفرد
التسامح صفة إسلامية حميدة يحث الدين الاسلامي الفرد على التحلي بها قدر المستطاع، وهذا لأن التسامح له عدة فوائد عظيمة تنعكس على الفرد وتجعله في مكانة خاصة عند الله وداخل المجتمع، ومنها:
- يساهم التسامح في تحقيق السلام الداخلي للفرد، وتخليه عن مشاعر الكره والغل والبغضاء تجاه الآخرين.
- يزيد من شعور الإنسان بالأمان والاستقرار والسكينة والطمأنينة وهدوء الأعصاب.
- تعزيز شعور الفرد بالثقة بالنفس لأنه لا يحمل بداخله أي مشاعر سلبية من العداوة والأحقاد.
- التسامح طريق يساعد في وصول الإنسان الى الأخلاق النبيلة والصفات الحميدة مثل طيبة القلب والتواضع والصدق والوفاء والإخلاص.
- يسمح للإنسان بتكوُين مكانة خاصة له عند الله سبحانه وتعالى، حيث يجني من وراءه ثواب وجزاء عظيم.
- يخلِق للفرد حالة من الرقي في التعامل مع الآخرين، وامتلاك نفس طبيعية سوية.
- يُخلص التسامح الإنسان من تكرار حدوث المشاكل بين الأصدقاء نتيجة مشاعر سوء الظن.
- يعمل أيضاً على إلتماس الإنسان الأعذار للأخرين والشعور بالرحمة والعطف، مما يحد من حدوث الصراعات والمشاكل.
- زيادة تحقيق الفرد أعلى مراتب الثقافة والتعليم لأنه يساهم في تفعيل الحوارات البناءة.
- ويساعد التسامح أيضاً على تخلص الفرد من شعوره بالذنب والاحراج نتيجة ارتكابه للأخطاء التي قد تنجم عن عدم تسامحه.
- تحسين العلاقات الزوجية بين الفردين، فعندما يسامح الزوجين بعضهما فهذا يحفز من نجاح العلاقة واستمرارها.
إقرأ أيضاً: فن التسامح بين الزوجين
فوائد التسامح على صحة الإنسان
ولا تقتصر فوائد التسامح على نفسية الإنسان وعلاقاته بالآخرين، بل هناك بعض الفوائد الرائعة التي تنعكس بشكل إيجابي على صحة الإنسان، وهذا حسب ما أثبتته الكثير من الدراسات التي أجريت حول فوائد التسامح على صحة الإنسان، وقامت بنشرها الصحيفة البريطانية “هافينغتون بوست” والتي من ضمنها:
-طيلة العمر
حيث أثبتت دراسة علمية أمريكية أن التسامح يساهم في إطالة العمر للأشخاص المتسامحة بدون شروط، مقارنة بالأشخاص الذين لا يغفرون أخطاء الأشخاص الذين تسببوا في إيذائهم إلا بعد أن يعتذروا لهم.
-الحد من الاكتئاب
كما أن صفة التسامح النبيلة تساعد الإنسان في التخلص من مشاعر الاكتئاب الحاد، وتقيه من التوتر النفسي والاجهاد، مما يعزز من الصحة العقلية والنفسية.
-تهدئة التوتر
والتسامح أيضاً يساهم في تهدئة الجهاز العصبي لأنه يعمل على تهدئة الأمور وخفض التوتر ونوبات الغضب الشديدة التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة بإرتفاع في ضغط الدم، وخفض ضربات القلب، وبالتالي التعرض للإصابة بالسكتات القلبية والجلطات الدماغية الحادة.
-راحة في النوم
وتجنباً لعدم الشعور بالانتقام والكره والبغضاء فسوف يكون لدى الإنسان فرصة الشعور بالراحة والسكينة والطمأنينة والاسترخاء النفسي وهدوء الأعصاب، مما يجعله يستطيع النوم بشكل متواصل دون أرق أو اكتئاب.
-تقوية الجهاز المناعي
عندما يعفو الإنسان ويسامح الأشخاص الذين سببوا له معاناة نفسية شديدة، فإنه بذلك يساعد على تقوية الجهاز المناعي للجسم، وذلك من خلال ارتفاع نسبة خلايا تدعى “سي دي 4” والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمناعة، مما يحسن من وظائف الجهاز المناعي الحيوية، والوقاية من مرض نقص المناعة المكتسبة.
اقرأ أيضاً: أهمية مساعدة الآخرين في الإسلام
فوائد التسامح على المجتمع
وعندما يُفيد التسامح العلاقات بين الأفراد وزيادة المحبة بينهم، فهذا يعُم بشكل كبير على المجتمع ويعكس ايجابياته على المجتمع ويجعله متقدم ومستقر، ومن أهم الفوائد التي تعم على المجتمع بأثر إنتشار التسامح والعفو والغفران بين أفراده هي:
- سيادة المحبة والرحمة بين أفراد المجتمع، ويجعلهم يشعرون بالرغبة في مساعدة بعضهم من المشاكل والهموم التي يعانون منها.
- إزدهار المجتمع وزيادة تطوره، نظراً لإتقان أفراده في عملهم وتمسكهم بالمعاني السامية والأخلاق الحميدة.
- حماية المجتمع من الطامعين في المجتمعات الأخرى الذين يسعون إلى السيطرة عليه ونهب خيراته.
- وقاية المجتمع من التعرض للجرائم مثل السرقة والقتل والاعتداء على الآخرين، وحمايته من أمراض الفقر والبطالة.
- تحصين المجتمع من الوقوع في الفتن بين أفراد المجتمع، والتقليل من حدوث المشاكل التي تنتج عن مشاعر العتاب والانتقام والضغينة.
- تحقيق مبادئ المساواة والحرية والعدالة بين أفراد المجتمع نتيجة احترام أفراده الثقافات والعقائد المختلفة.
ونختتم مقالنا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حول التسامح الذي ينص: (رحمَ اللهُ رجلًا، سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشترى، وإذا اقْتضى).[البخاري]، ليؤكد به أهمية إتباع صفة التسامح والعفو بين الناس.
شـاهد أيضاً..